منتدى المدية
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى, و شكرا.
إدارة المنتدى

منتدى المدية
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى, و شكرا.
إدارة المنتدى

منتدى المدية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تفسير مختصر لسورة المدثر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Billel
 
 
Billel


عدد المساهمات : 293
تاريخ التسجيل : 08/01/2010
العمر : 30
الموقع : Medea

تفسير مختصر لسورة المدثر Empty
مُساهمةموضوع: تفسير مختصر لسورة المدثر   تفسير مختصر لسورة المدثر Emptyالثلاثاء 30 مارس 2010 - 12:37

بسملة 3

سورة المدثر



((يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ))، المراد به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، والمدثر أصله من "تدثر" - باب التفعل - أدغمت التاء في الدار، وجيء بهمزة الوصل لتعذر الابتداء بالساكن، والمدثر هو لابس الدثار، والدثار هو ما يلسبه الإنسان فوق الثوب الملاصق لجسده لأجل التدفئة، وفي مقابله الشعار وهو الثوب اللاصق بالبدن، يسمى به لأنه لاصق بشعر الإنسان، وقد روي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أوحي إليه أخذته الرعدة من الهيبة، فقال لخديجة (عليها السلام): "دثريني،" فدثرته، فجاء النداء: "يا أيها المدثر."


((قُمْ)) من استراحتك ((فَأَنذِرْ)) الناس وخوفهم من العقاب إن تمادوا في الكفر والعصيان.


((وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ))، أي كبر الله وعظمه وحده دون الأصنام.


((وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ)) فإن المسلم عليه تطهير قلبه عن أدران الشرك بتكبير الله وحده، وتطهير ثيابه عن الأوساخ بتقصير ذيله حتى لا يتسخ وتنظيفه من النجاسات، وقد روي في معنى الآية: التطهير من النجاسة والتطهير بالتقصير، وذلك لأن المراد هو الأعم منهما، وفي الحديث: "قصر ثوبك يكون أتقى وأنقى وأبقى."


((وَالرُّجْزَ))، أي القذارة بأقسامها الشاملة للأصنام وللنجاسات الظاهرية ((فَاهْجُرْ))، أي ابتعد عنها.


((وَلَا تَمْنُن)) في العطاء ((تَسْتَكْثِرُ))، أي تطلب الكثير بعدم المنية، فإن ما يراد به وجه الله يضاعف، أو المعنى لا تعط العطية تلتمس أكثر منها كما عن الباقر (عليه السلام)، أو لا تمنن بعطائك على الناس مستكثراً ما أعطيته.


((وَلِرَبِّكَ))، أي لأجله سبحانه ((فَاصْبِرْ)) على أذى الكفار والمشركين.


فإنه سيأتي يومهم الذي ينتقم فيه منهم، ((فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ))، أي نفخ في الصور، والنقر هو الضرب في الشيء، ومنه نقر الغراب، و"الناقور" فاعول بمعنى البوق لأنه ينقر فيه، فإن النفخ كالنقر.


((فَذَلِكَ)) النقر ((يَوْمَئِذٍ))، أي يوم ينقر ((يَوْمٌ عَسِيرٌ)) صعب شديد.


((عَلَى الْكَافِرِينَ)) بالله ورسوله وما جاء به من عنده ((غَيْرُ يَسِيرٍ))، أي غير سهل، فإن في ذلك اليوم يعذب الكافر، وهذه الجملة للتأكيد، وإفادة أن عسر ذلك اليوم إنما هو للكفار لا للمؤمن التقي.


((ذَرْنِي))، أي دعني يا رسول الله ((وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا))، أي في حال كونه وحيداً لا مال له ولا أولاد، والمعنى أنا أكفيك شره وأنتقم منه جزاءا لتكذيبه.


((وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا))، أي ذا مد وطول، فقد كان "وليد" الذي نزلت فيه هذه الآيات صاحب أموال كثيرة.


((وَ)) جعلت له ((بَنِينَ))، أي أولاداً ((شُهُودًا))، أي حظوراً عنده، وهذه نعمة أخرى بأن يكون أولاد الإنسان عنده لا يغيبون عنه.


((وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا))، أي هيأت له الأمور تمهيداً بأن صار ذا جاه في قومه، ومكانة في البلد، وهيأت له الأسباب.


((ثُمَّ يَطْمَعُ)) هذا الشخص ((أَنْ أَزِيدَ)) ماله وأولاده.


((كَلَّا)) لا أزيد بعد ذلك شيئاً له، فقد كفر بي، وأبدل مكان الشكر كفراناً، ((إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا))، أي معانداً لأدلتنا وحججنا، لا يؤمن بها عناداً ومضادة.


((سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا))، أي سأكلفه مشقة من العذاب لا طاقة له بها، والصعود هي العقبة الشاقة المصعد، فإن من يكلف صعودها يشق عليه، فقد شبه العذاب بذلك للتقريب إلى الذهن.


((إِنَّهُ))، أي الوليد ((فَكَّرَ)) حول القرآن ((وَقَدَّرَ)) القول فيه نفسه.


((فَقُتِلَ)): دعاء عليه، أي قتله الله ((كَيْفَ قَدَّرَ))؟ تقديراً يوافق أهواء المكذبين وأذهان العامة، فإن الناس يسرعون إلى نسبة السحر إلى كل ما خرج عن طورهم، وهذا تعجب من تفكيره وتقديره.


((ثُمَّ)) - للتراخي في الكلام لا في الخارج - ((قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ)): تكرير لشدة التعجب منه وإعادة الدعاء عليه.


((ثُمَّ نَظَرَ)) في طلب ما يدفع به القرآن، والنظر هنا التفكر.


((ثُمَّ عَبَسَ))، أي قطب وجهه وكلحه، ((وَبَسَرَ))، البسور بدو التكره في الوجه.


((ثُمَّ أَدْبَرَ))، أي أعرض عن الحق، وأن يقول في القرآن ما علمه منه، ((وَاسْتَكْبَرَ))، فقد منعه كبره عن القول بالحق.


((فَقَالَ إِنْ هَذَا))، أي ما هذا القرآن ((إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ))، أي يروى عن السحرة.


((إِنْ هَذَا))، أي ما هذا القرآن ((إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ))، فليس وحياً منزلاً من السماء.


ثم جاء السياق ليهدده لهذا الكلام المكذوب الذي افتراه، فإنه لو كان سحراً لقدر السحرة على الإتيان بمثله، ولقدر المشرعون في العالم على أن يضعوا قوانين شبيهة به، لكنه كلام الله، وقد علموا به، وإنما منعهم عن ذلك كبرهم وتمردهم. ((سَأُصْلِيهِ سَقَرَ))، أي سأدخله جهنم وألزمه إياها، فإن "الإصلاء" إلزام موضع النار.


((وَمَا أَدْرَاكَ)) أيها السامع ((مَا سَقَرُ))، أي أنت لا تدري ما هي لشدة عذابها، حتى كأن الإنسان لا يمكن أن يعرفها على حقيقتها.


((لَا تُبْقِي)) شيئا مما يطرح فيها، بل تأكل اللحم وتحرق الجلد والعظم، ((وَلَا تَذَرُ)): إما تأكيد أو بمعنى أنها لا تدعهم يفنون حتى ينجوا من العذاب، بل تحرق وتعيد وهكذا دواليك.


((لَوَّاحَةٌ)) من التلويح، بمعنى تغيير اللون بواسطة الشمس ونحوها، ((لِّلْبَشَرِ)) جمع بشرة، وهي ظاهر الجلد.


((عَلَيْهَا))، أي الملائكة الموكلون عليها ((تِسْعَةَ عَشَرَ))، وهذا أحد الأعداد الممكنة، ولا مجال لأن يقال: "لماذا ليسوا أكثر ولا أقل؟" فإن أي عدد كان محل هذا السؤال، كما أن في سائر الأعداد أيضاً لا إشكال، كثمانية أبواب للجنة وسبعة للنار وسبع سماوات طباقاً... وهكذا.

((وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ))، أي الموكلون بها ((إِلَّا مَلَائِكَةً))، لأنهم أقوى ولعدم رقتهم لأهل النار، بخلاف ما لو كانوا آدميين، ((وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ))، أي تعدادهم بكونهم تسعة عشر ((إِلَّا فِتْنَةً)) وامتحانا ((لِّلَّذِينَ كَفَرُوا))، حتى يتبين هل هم يؤمنون أم يضحكون من هذا العدد قائلين: "لا يكفي هذا العدد القليل لتعذيب الكثرة من الكفار والعصاة،" فإن مخلوقاته سبحانه موجبة للفتنة والامتحان، سواء كانت نعماً أو نقماً - في الدنيا أو في الآخرة - وسواء كان أصل الشيء أو خصوصياته ومزاياه. وقد ذكرنا عدد الملائكة في القرآن ((لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ))، أي اليهود والنصارى بأن الرسول حق، حيث يرون أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أخبر بما هي في كتبهم مما لا يعلمه أحد إلا هم فقط، فإخبار إنسان لا يطلع على كتبهم ولم يسمع منهم بذلك يوجب تعيينهم بأنه حق، وإنما تعلم ذلك بالوحي، ((وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا)) بالرسول ((إِيمَانًا)) حيث يرون تصديق أهل الكتاب - الذين هم أهل الفن - للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، فيوجب ذلك زيادة إيمانهم، ((وَلَا يَرْتَابَ))، أي لا يشك ((الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ)) في نبوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذا تأكيد للجملة السابقة، فإن المؤمن قلباً من أهل الكتاب، والمؤمن ظاهراً من سائر الناس بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في معرض الشك والزوال كما هو الشأن في كل ملَكة إذا لم تقو، فإذا وُجد هذا الشاهد تقوت الملكَة ولم يكن الإنسان معرضاً للريب، ((وَلِيَقُولَ))، اللام للعاقبة، أي أن الغاية من تعريف عدد خزنة النار أمران، الأول زيادة إيمان المؤمنين وحصول العلم لأهل الكتاب بصدق الرسول، الثاني شدة نفاق المنافق وكفر الكافر، فيقول: ((الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ)) من المنافقين ((وَالْكَافِرُونَ)) بالرسول: ((مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا))؟ فكأنهم زعموا أن هذا العدد الخاص من باب المثل، لأنه حقيقة مطابق لعدد الموكلين بالنار، فأخذوا يستفسرون عن قصد هذا المثل، فشان المعاند حيث يستفسر حول كل كلمة من كلمات خصمه، لأن التواء قلبه يوجب أن يرى كل شيء متساوياً، ثم يأتي السياق ليبين جواب هؤلاء السائلين بقوله: ((كَذَلِكَ))، أي ببيان الحقائق - كما بين عدد ملائكة النار - ((يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء))، فإنه إذا ذكر الحقيقة نفر عنها أناس، فذلك إضلال لهم، ((وَيَهْدِي مَن يَشَاء)) إذ يتعلق بالإيمان أناس آخرون، وذلك هداية لهم، فإن إضلاله وهدايته ليسا بمعنى الجبر، بل بمعنى إنزال آية أو بيان حكم يوجب الضلال والهدى ليمتحن الناس، وبمناسبة بيان عدد جنوده الموكلين بالنار جاء السياق ليقرر حقيقة عامة بقوله: ((وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ)) الموكلين بكل شيء، المحافظين لكل خلق ((إِلَّا هُوَ)) سبحانه وحده، إلا إذا أعلم ذلك لبعض، فليس لأحد أن يقول أن جند كذا أكثر أو أقل مما يخبر الله سبحانه، ((وَمَا هِيَ))، أي سقر التي تقدم الكلام حولها ((إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ))، أي تذكرة لهم، بمعنى ذِكْرها يذكرهم بالعذاب فينقلع عن المعاصي، أو أن هذه السورة تذكرة لهم.


((كَلَّا))، ليس الأمر على ما توهم هؤلاء الكفار من أنه لا حساب ولا جزاء، ((وَالْقَمَرِ))، أي قسماً بالقمر.


((وَ)) قسماً بـ: ((اللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ)): ولىّ وذهب ليأتي مكانه النهار.


((وَ)) قسماً بـ: ((الصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ))، أي إذا أضاء وجاء.


((إِنَّهَا))، أي "سقر" التي تقدم الكلام حولها ((لَإِحْدَى)) الآيات ((الْكُبَرِ)) جمع كبرى، أي إحدى آيات الله العظمى، فإن من قدر على خلق تلك الآيات من القمر والليل والنهار لقادر على خلق النار وسقر لتعذيب الكفار وغير المؤمنين، ولعل اختيار الحلف بهذه الأمور لإيحائها بالظلمة المختلطة بشيء من الضياء، كالنار التي هي كذلك، كما أن سكون الأمور يوحي بسكون أهل النار الشبيه بالموت، بخلاف أهل الجنة الذين هم أحياء.


في حال كونها ((نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ))، تنذرهم بأنهم إن لم يؤمنوا بها ابتلوا بها، كما تقول هذه السلاسل تنذر المجرمين.


((لِمَن شَاء مِنكُمْ)) أيها البشر ((أَن يَتَقَدَّمَ)) إلى الخير لينجوا ((أَوْ يَتَأَخَّرَ)) بالعصيان حتى يبتلي، فلكل إنسان أن يختار مصيره - إما إلى الجنة إما إلى النار.


((كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ)) من الطاعة أو المعصية ((رَهِينَةٌ))، كالرهن الذي هو محبوس في مقابل الديْن، فإن وفىّ الديْن فُك وإلا لم يُفك، وكذلك إذا وفىّ الإنسان بما عليه من الإيمان والطاعة فُك وحظي بالثواب، وإلا كان مصيره النار والبقاء في حبس الأبد.


((إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ)) الذين يعطى كتباهم بأيمانهم ويؤخذ بهم - يوم القيامة - ذات اليمين نحو الجنان، فإنهم فكوا أنفسهم من الرهن بأعمالهم الصالحة.


فإنهم ((فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ))، أي يسأل بعضهم عن بعض أو عن الملائكة أو عن نفس المجرمين.


((عَنِ الْمُجْرِمِينَ)) وعلى الأولين، يلتفتون بعد السؤال إلى المجرمين، كما قال سبحانه: (إني كان لي قرين) إلى قوله: (فاطلع فرآه في سواء الجحيم، قال تالله إن كدت لتردين)، وعلى الثالث يكون المسؤول ابتداء هو المجرم.


فيقولون: ((مَا سَلَكَكُمْ))، أي ما أدخلكم أيها المجرمون ((فِي سَقَرَ)): في هذه النار العظيمة؟


((قَالُوا))، أي المجرمون في جوابهم: ((لَمْ نَكُ)) نحن في الدنيا ((مِنَ الْمُصَلِّينَ))، أي ما كنا نصلي الصلوات المفروضة.


((وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ)) إطعاماً واجباً، بإعطاء الزكاة ونحوها.


((وَكُنَّا نَخُوضُ)) في الباطل ((مَعَ الْخَائِضِينَ))، أي مع الذين يخوضون في الباطل، وأصل "الخوض" الدخول في الشيء بجميع الجسم، فكأن الباطل شيء يخاض فيه.

((وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ))، "الدين" هو الجزاء، أي لا نعترف بيوم القيامة، بل نقول أنه كذب لا يكون.


((حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ))، أي الموت، بأن لم نتب قبل أن نموت، وسمي الموت يقيناً لأنه سبب لانكشاف ذلك العالم لدى الإنسان حتى يتيقن بما هناك.


وإذا كانوا كذلك في الدنيا ((فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ))، أي الذين يشفعون للمذنبين من الأنبياء والملائكة ومن أشبههم، إذ ذنبهم فوق حد الشفاعة، وهذا من باب السالبة بانتفاء الموضوع، إذ لا يشفع لهم أحد حتى تنفع.


ثم يأتي السياق عن عنادهم في الباطل ((فَمَا لَهُمْ))، أي ما لهؤلاء الكفار ((عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ))؟ أي لِمَ أعرضوا عن القرآن الذي يذكرهم بالحقائق وبما فيه نفعهم؟ وأي خير لهم في هذا الإعراض؟


((كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ)) جمع "حمار"، ((مُّسْتَنفِرَةٌ))، أي وحشية نافرة، و"استنفر" بمعنى نفر، كأنها طلبت من نفسها الفرار لِما شاهدت من الخوف، وتشبيههم بالحمار لعدم إدراكهم وبلادتهم.


((فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ))، أي من الأسد، فإن الحمار إذا شاهد الأسد فر منه، وكذلك الكفار يفرون من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).


((بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى))، أي يعطى في يوم القيامة ((صُحُفًا مُّنَشَّرَةً)) بأن يُوحى إليه وينزل عليه الكتاب من الله سبحانه كما قال سبحانه: (وقالوا لولا نزل عليه الملائكة)، أو المراد أنهم مع هذا الإعراض عن الحق يريد أن يُعطى كتابه يوم القيامة منشورا فيه الحسنات، إذ الكتاب إذا كان فيه السيئات يطوى لئلا يطلع عليه أحد، أما إذا كان فيه الحسنات ينشر على رؤوس الأشهاد للافتخار والمباهاة، كأن الإتيان بـ: "بل" لإفادة أنهم مع الكفر يتوقعون هذا.


((كَلَّا)) لا يعطون كتاباً منشورا، فإنهم لم يعملوا ما يستحقون به ذلك، ((بَل لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ)) حتى يدخلوا في زمرة المؤمنين الموجب لإعطاء كتاب منشور بأيديهم، أو المراد أنهم حيث لا يخافون الآخرة أعرضوا عن التذكرة.


((كَلَّا)) ليس الأمر على ما توهموا من أن إعراضهم خير لهم، ((إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ))، أي القرآن يذكرهم.


((فَمَن شَاء)) التذكرة والاهتداء والخير ((ذَكَرَهُ))، أي اتعظ به، ومن لم يشأ فهو شأنه.


((وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ))، فإن التذكر له طرفان: إرادة الله سبحانه بإرسال الرسول وإرشاد الناس، وتقبل الإنسان، فتذكرهم مرتبط بإرادة الله، وقد أراد سبحانه وأرشد، فبقي عليهم أن يقبلوا، ((هُوَ)) سبحانه ((أَهْلُ التَّقْوَى))، أي أهل لأن يُتقى منه، إذ الإنسان إنما يتقي من العالم القادر الذي إذا خالفه الإنسان علم بالمخالفة وعاقب، وكل ذلك موجود فيه سبحانه، ((وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ))، أي أهل لأن يغفر الذنب لمن اتقاه وجاء إلى الطريق، فاتقوه أيها الناس حتى يغفر لكم.

صدق الله العضيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير مختصر لسورة المدثر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير مختصر لسورة ص
» تفسير مختصر لسورة عبس
» تفسير مختصر لسورة الفلق
» تفسير مختصر لسورة القدر
» تفسير مختصر لسورة النازعات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المدية :: - دينــــــــــي الحنيــــــــف - :: المنتــدى الإسلامـــي :: قســم تفسيـــر القــرآن-
انتقل الى: