((إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ))، الوقت المعلوم هو النفخة الأولى التي تموت فيه كل حي، فلم يمهله الله سبحانه إلى يوم القيامة، بل إلى النفخة الأولى، وما ورد في بعض الأحاديث من أنه عند ظهور الإمام (عليه السلام)، فهو ببعض الاعتبارات كما سبق.
((قَالَ)) الشيطان إذ علم بالمهلة: ((فَبِعِزَّتِكَ)) حلفي يا رب، أي أقسم بقدرتك ((لَأُغْوِيَنَّهُمْ))، أي لأضلن بني آدم ((أَجْمَعِينَ)).
((إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)) الذين أخلصتهم لنفسك، فلا أقدر على أولئك، ومعنى إغوائه لهم: دعوته إلى الغواية.
((قَالَ)) الله سبحانه: ((فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ)) جملة معترضة، أي أن قولي حق، دائما ثابت لا كذب فيه، "والحق" مبتدأ خبره...
((لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ))، أي حقا إملاء النار ((مِنكَ))، والمراد به هو وذريته، ((وَمِمَّن تَبِعَكَ))، أي اتبع كلامك ((مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ))، "منهم" بيان "من تبعك"، والضمير يعود إلى بني آدم - المفهوم من السياق، و"أجمعين" تأكيدا لمن تبع، أي كل متتابع بحيث لا أدع متابعاً لك خارج جهنم.
وأخيرا ((قُلْ)) يا رسول الله للناس: ((مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ))، أي تبليغ الوحي والقرآن ((مِنْ أَجْرٍ))، أي مال تعطونه لي في مقابل أتعابي، ((وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ)) للقرآن من تلقاء نفسي، فليس القرآن كذباً تكلفته أنا، ولا وسيلة لأخذي مالا منكم.
((إِنْ هُوَ))، أي ما هو ((إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ)) يذكرهم بما كمن في فطرتهم من التوحيد والمعاد والآداب وما أشبه، والمراد بالعالمين الأجيال، لأن كل دور من أدوار الدنيا عامى مستقل وإن اتصلت الحلقات بعضها ببعض.
((وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ))، أي خبر القرآن وصدقه ((بَعْدَ حِينٍ)) في الدنيا، حيث ترون غلبته على الكفر والكفار، وفي الآخرة حيث ترون صدقه في ما أخبر به من الجنان وأهلها والنيران وأصحابها، وقد علم الكفار وسائر الناس صدق أنبائه إلى مستقبل الدنيا، وسنرى صدق أنبائه بالنسبة إلى الآخرة، جعلنا الله من أهل الجنة.
صدق الله العضيم