يا علبةَ الرسائلْ..
منكِ عَقلي أنا حائرْ،
و منكِ الجرحُ الغائرْ،
فَمن صدِّك حار الطائرْ،
و من جفائكِ تجهم الزائرْ،
حتى توقفَ مني الزمنُ السائرْ،
يعاتبني بلغةِ ألم تخشاها الضمائرْ،
منها ترتعدُ فرائص الحس البائرْ،
لترخي بندَمها علي كالضفائرْ،
على الذَّات و كلها خسائرْ،
خسارةُ نورِ عيون البصائرْ،
و كنزٍ من أثمن الذخائرْ،
أخفيهِ خلف الستائرْ،
ليسَ لكل العشائرْ،
يا علبةَ الرسَائلْ..
بلغي عني السَّلام بأيةِ وسائلْ...
و يا صندوقَ البريدْ..
ليستْ لي من حيلةٍ باليدْ،
و عهدناكَ بالرأي السديدْ،
و بعفوٍ كريم يقبل التجديدْ،
و بعطاء من الخيرات المديدْ،
و برفعةٍ من سموِّ الخُلق المجيدْ،
و ببسماتِ الحرف السعيدْ،
التي تضخُّ الدم في الوريدْ،
حتى لكلِّ الخلق البعيدْ،
و عليها حَرفي شهيدْ،
منقول