الصداقة كلمة نستعملها كثيرا في كلامنا وحديثنا
نطلقها على بعضنا البعض باستمرار , لكن هل نفهم معناها العميق؟
ربما تستغربون السؤال لكنه سؤال من المفروض أن نطرحه على أنفسنا قبل غيرنا
فهل نعرف حقا مغزى هذه الكلمة السامية ؟
الصداقة الحقيقية تكون أقرب للأخوة أوقد تتجاوزها في بعض الصداقات الخالصة الوفية
وذلك يرجع للأشخاص ذاتهم ومدى تشبثهم بها وتقديرهم وتقييمهم لها
فكنا نسمع أن هناك أشخاصا قد ضحوا بأشياء نفيسة في سبيل أصدقائهم
وضحوا بالكثير إسعادا لهم
لقد كان يحدث هذا بالفعل
فكنا نرى الرجل يكون أبا لأبناء صديقه إذا غاب وعائلا لهم
والمرأة تكون أختا لصديقتها وسندا لها من غير أهداف ولا مصالح ومن دون انتظار المقابل
بعكس ما يحدث في وقتنا الراهن
فهناك أشخاص لا تعني لهم الصداقة أي شئ, هم يتلفظون بها وكل الناس أصدقاء لهم
لكنها صداقة بعيدة عن مفهومها
فقد يكيد الرجل لزميله في العمل ( وهو في نفس الوقت يعتبره صديقا ) ليتسلق هوسلم الدرجات
والترقيات ومعها العلاوات
وإن كان تاجرا يزرع الشوك والعراقيل في طريق ( صديقه ) التاجر ليغنم هو بالمكسب والربح
حتى الطالبة منهن نراها تتقرب من طالبة أخرى وتصادقها أوتتظاهر لها بالصداقة لأن هذه الأخيرة
نبيهة ومجتهدة علها تنول بعض ما عندها بكيفية أو أخرى
ونرى الفتاة اليانعة الشابة قد تغار من ( صديقتها )الحميمة المقربة وتحسدها لوأكرمها الله ورزقها بخطيب
تجتمع فيه الصفات التي تحب أن تكون في فارس أحلامها
وقد يصل بها الأمر إلى تشويه صورته لديها أو العكس حتى تتدهور العلاقة بينهما تماما
لم تعد الصداقة في عصرنا بالمفهوم الذي كانت عليه من قبل, أصبح أغلب الناس يسعون لاكتساب صداقات
من أجل الوصول إلى هدف معين وإلى وساطات تتيح لهم فتح أبواب يسهل الولوج من خلالها لبلوغ مبتغياتهم
من هنا نرى أن معظم حالات الصداقة أصبحت تتمحور حول المصالح المتبادلة
وإن أحدهم رأى أن من يعتبره ( صديقا ) لن يجني من ورائه ما كان يهدف إليه يشيح عنه ويبتعد في الحال
وتدخل الغيرة قلبه لو كان أكفأ منه مثلا أو أغنى أو حتى لو كان مرتاحا وسعيدا في حياته
وهذا يشمل الطرفين الرجال والنساء على السواء
هي حالات سمعنا عنها وعايشناها ولامسناها فعلا
طبعا لا نستطيع التعميم
فلا زالت فئة من الناس تحترم الصداقة وتحافظ عليها وتخلص لها بكل صدق
لكنها تبقى فئة قليلة ومحدودة
نسأل الله سبحانه أن نكون من الذين إذا عاهدوا وفوا وإذا صادقوا صفوا
ودمتم بكل الود والمحبة