لقد وضع الله سبحانه وتعالى من خصائص الموت ما يجعل الإنسان يفيق من غرور الدنيا،ويذكره بقدرة الله سبحانه وتعالى،فأخفى الله موعد الموت..لماذا؟..حتى يتوقعه الإنسان في أي لحظة..فكلما اغتر تذكر أنه قد يفارق الدنيا بعد ساعة أوساعات،فرجع عن غروره، ورجع الى الله سبحانه وتعالى
ولو كان الله قد أعلم كل منا بأجله وعصينا الله..وطغينا في الحياة ..وظلمنا الناس ..ثم نتوب ونستغفر قبل موعد الأجل بأشهر..في هذه الحالة تنتفي الحكمة من الحياة.
وإخفاء الله سبحانه وتعالى موعد الموت هو إعلام به..ذلك أن إخفاء الموعد يعني أن الإنسان يتوقع الموت في أي لحظة..ولذلك إن كان عاقلا تكون عينه على الدنيا وعينه الأخرى على الآخرة..أم أن وقت أجله قديأتي وقت المعصية، فلا مجال للتوبة.
قالى تعالى:*وقد جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت عنه تحيد*
سورة ق- الأية 19
أي ما كنت تريد ألاتتذكره أوتعترف به
في هذه الحالة لاتنفع التوبة،ولايجدي الاستغفار..فما دامت سكرة الموت قد حلت، فقد انقطع عمل الإنسان الدنيوي.
ولله سبحانه وتعالى قد ذكر لنا أشياء تحدث للأنسان وهو يحتضر.فقال تعالى:**فلولاإذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون. ونحن أقرب إليه منكم ولكن لاتبصرون**
سورة الواقعة- الآية83-85
وبالله المستعان
المرجع :معجزة القرآن للشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله
الجزء الثالث ص ص216-217