منتدى المدية
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى, و شكرا.
إدارة المنتدى

منتدى المدية
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى, و شكرا.
إدارة المنتدى

منتدى المدية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اسم الله : "المجيب"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المديـر
 
 
المديـر


الرتبة
عدد المساهمات : 994
تاريخ التسجيل : 06/01/2010
العمر : 34

اسم الله    :  "المجيب" Empty
مُساهمةموضوع: اسم الله : "المجيب"   اسم الله    :  "المجيب" Emptyالأربعاء 10 فبراير 2010 - 3:34

المحاضرة رقم "47" : اسم الله : "المجيب"




بِسْمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ

مع الاسم السابع والأربعين من أسماء الله الحُسنى ؛ والاسم هو المجيب ، وفي اللغة : الإجابة والاستِجابة بِمعنى واحد ، قال تعالى :

(سورة الأحقاف)
فالاستجابة والإجابة بِمعنىً واحد ، إلا أن الإجابة فِعلها رباعي ، والاستجابة فِعلها سداسي ؛ أجاب ، أو استجاب . و كلمة مُجيب كاِسم من أسماء الله الحُسنى لها معنيان :
- المعنى الأول : الإجابة .
- المعنى الثاني : أن يُعطي الله السائل مطلوبه .
فإذا سألت إنساناً ، يُجيبك ، وإن سألته حاجةً ، يُعطيك . فإما أن تكون الإجابة بيانيَّةً ، وإما أن تكون الإجابة عطاءً ؛ إجابة بيانيةٌ ، وإجابةُ عطاء ، معنيان من معاني الاستجابة التي وردت كاِسم من أسماء الله الحُسنى .
والمجيب في حق الله تعالى : هو الذي يُقابِل مسألة السائلين بالإسعاف ، فأنت في العلاقات الاجتِماعية ، لو سألت إنساناً يستمع ويرى ويتمتَّع بِأخلاقٍ عالية لو سألته شيئاً لا بد أن ترى استِجابةً ؛ أو اعتِذاراً أو ترحيباً أو وَعداً أو بياناً : فالإستِجابة صفة من صِفات الإنسان لكنها اسم من أسماء الله الحُسنى قال تعالى :


(سورة البقرة)
لا أُبالِغ إن قلت : إن أكثر ما يحتاجه الإنسان في الدين هو الدعاء ، حينما يدعو ربه ، يعلم أنه سميعٌ ، وحينما يدعو ربه يعلم أنه بصير، وحينما يدعو ربه يعلم أنه قدير ، و حينما يدعو ربه يعلم أنه رحيم ، وحينما يدعو ربه يعلم أنه عفوّ ، فبالدعاء يتوجّه الداعي إلى معانٍ كثيرة ، فأنت حينما تسأل ، تسأل غَنِياً ، وحينما تسأل ، تسأل قوياً . وحينما تسأل ، تسأل رحيماً، وتسأل مُحِباً . فلو أن هناك شخصاً لا يحبّك لا تسأله ، لو أنه ضعيف لا تسأله ، ولو أنه فقير لا تسأله ، لو أنه عدو لا تسأله ، ولو أنه حاقد لا تسأله ؛ إذاً من تسأل ؟ تسأل من يسمع ، تسأل من يحبك ، تسأل من يقدر على إجابة طلبك تسأل من يستجيب لك تسأل من يُبْصر حالك ، من يعلم ومن يسمع ، وبِمُجرّد دعائك لله يعني أنك تعرِفه ، والإنسان له إحساس عام ، فَأَحياناً يمشي في طريق يسأل عن شخص ، فَتَجِده يسأل البقال إذْ يقول هذا الذي يسكن هنا لا بد من أن يتردد على هذا البقال . فأنت لا تسأل إنساناً عابرًا في الطريق ، وإنما تسأل بقالاً ، مثلاً فرَاقِب نفسك حينما تسأل ؛ تجد أنك تسأل من يعلم ، ومن يبصر ومن يسمع ، والذي يقتَدِر ، والغني ، والرحيم، المحب ، العفوّ .
فَلِذلك المجيب : اسم من أسماء الله الحُسنى . وزوال الكون أهون على الله من أن تدْعُوَه فلا يستجيب لك ويستجيب لك بِشَكلٍ أو آخر ، إما أن يُطمئنك ، وإما أن يعطيك ، وإما أن يُلْقي في رَوْعِك أن هذه الحاجة لا تناسِبك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ *
(رواه الترمذي)
والمجيب في حق الله تعالى : هو الذي يُقابِل مسألة السائلين بالإسعاف ، مثل أضربه لكم كثيراً وأردّدهُ ، لو أنك في زمن الشتاء ، وترتدي ثياباً سميكةً ومُحكمةً ، وتحمل بِيَدك اليمنى حاجةً ويسألك الطفل الصغير كم الساعة ؟ أنت مضطرّ أن تضع حاجتك على الأرض لِتَرى الوقت وتجيبه ، فهذا طِفل صغير يسألك فَتَشعر بِالواجب أن تُجِيبه ، وأنت إنسان في قلبك ذرة من الرحمة لا تعدل شيئاً بالنسبة لرحمة الله ولا تستطيع إلا أن تجيبه ؛هو طفلٌ وقد يسألك ترَفاً أو عائبًا ، وعن غير حاجة ، كان فيك أيها الإنسان ولو ذرة كمال فلا تستطيع إلا أن تجيب ، فكيف بِخالق الأكوان وبالواحد الديان ؟
لذلك المجيب في حق الله تعالى : هو الذي يُقابِل مسألة السائلين بالإسعاف ، ويقابل دعاء الداعين بِالإجابة ، ويُقابل ضرورة المضطرين بِالكِفاية .
بل إن معنى المجيب يُنْعِم قبل النِّداء - وهذا معنى جديد من معاني المجيب الأب الرحيم المقتدر والغني إن رأى ابنه بِحاجة إلى مِعطف في أيام البرد ، هل ينتظر الأب أن يسأله ابنه شِراء هذا المِعطف ؟ يشتريه له ويُقَدّمه له قبل أن يسأله، فَمِن معاني المجيب أنه يُنعِم قبل النداء ، ويتفضل قبل الدعاء ، ولكن لماذا أحياناً يتأخّر العطاء إلى ما بعد الدعاء ؟ هنا نقطة دقيقة الدلالة جداً مفادها أن الله تعالى يحب أن تدعُوَه ، وأن تلجأ إليه ، وأن تتصل به ، وأن تناجِيَه ، وأن تُمَرِّغ وجهك في أعتابِه ، ويحب أن يُسْعِدك بالاتصال به ؛ فَيَجْعل حاجتك وسيلة لِهدف هو الاتصال والتعبّد . وهذه نقطة مهمة جداً ، قد يُحوِجك إلى شيء ، وقد يخيفك من شيء ، وقد يلوح لك شبح مصيبة من أجل أن تسأله ، وتفزع إليه ، وتتصل به ، وتلوذ بِحِماه ، ومن أجل أن تُصلي وتدعوه ، ومن أجل أن ترجوه ؛ لأنك بهذا الدعاء ، وذاك الاتصال ، وهذا الرجاء تسعد ، وإجابة السائل هي الوسيلة .
إنّ التضرّعُ في الدعاء هو الهدف ، فأحياناً تمسك بِيَدك حاجةً يحِبها ابنك الصغير وتلوّج بها ، والقصد من هذا أن يأتِي إليك ، فَإتْيانه إليك هو الهدف، والحاجة هي الوسيلة ، فإذا فهِمت على الله قصده في إسعادك رأيت المصائب وسائل والاتصال بالله هو الهدف ، فالله خلقك لِيُسعِدك، وهو تعالى يعلم حاجة المحتاجين قبل سؤالهم ، والدليل : خلقنا وخلق ما نحتاج إليه ، هل تعلم مكوِّنات الحليب ؟ فهي تتوافق توافقاً تاماً مع حاجة الإنسان ! وهل تعلم مكونات الحِنطة تتوافق توافقاً تاماً مع حاجة الإنسان ؟ وهل تعلم جوّ الأرض الطبيعي فهو يتوافق توافقاً تاماً مع حاجة الخلق ؟ وهل تعلم أن حجم الأرض الذي يقتضي لك وزناً في الأرض ، فهو يتوافق توافقاً تاماً مع أنسب حالة تعيشها ؟ فلو وجدت الأرض مَلأى بِكل ما تحتاجه ؛ فأنت تحتاج إلى معادن تنصهر بِدرجة معيَّنة كالرصاص مئة درجة ، وتحتاج إلى معدن يتمدد عند التبريد من أجل أن تعامل الحديد مع الحجر ، وتحتاج إلى معدن خفيف ومتين من أجل أن تصنع منه بعض الأواني والأدوات ، وتحتاج إلى معدن ثمين يكون قِيَماً للأشياء ، وتحتاج إلى معدن كثيف كالحديد ومتين، فلو درست حاجات البشر كلهم لعرفت أن الله علمها ووفَّرها لهم قبل أن يخلقهم ، وأنت بِحاجة إلى أزهار تبعث فيك البهجة فَخَلَق لك أنواعاً منها لا يعلمها إلا الله ، وبِحاجة إلى مادة تُرمِّم جِسمك ، خلق لك اللحوم والحيوانات التي ذلَّلها لك ؛ فهذا كله قبل أن تسأله ، فكِّر بِظاهرة النبات فأنت بِحاجة إلى أن تنظِّف أسنانك ، خلق لك الخلة والسواك . وبِحاجة إلى أن تنظف جِسمك ، فخلق لك اللِّيف الطبيعي . وبِحاجة إلى ظلٍ ظليل ، فخلق لك أشجار الزينة . وبِحاجة إلى نبات يكون حداً بينك وبين جارك ، فخلق لك النبات الحدودي . وبِحاجة إلى الفواكه كي تتنعَّم بها خلق لك الفواكه بأنواعها التي لا تُعد ولا تُحصى . وبِحاجة إلى أولاد يُؤنسون وحشتك فشرع لك نِظام الزواج . وبِحاجة إلى زوجة تكمِّل وجودك خلق الذكر والأنثى ....
فهذه كلها حاجات خلقها لك قبل أن تسأله إياها . أنت بِحاجة إلى ماء وإلى هطول أمطار ، فخلق المسطحات المائية الواسعة أربعة أخماس الأرض بِحار ، وخلق الشمس وجعلها قريبة بعيدة- فالمجال لا يتسع لذِكر كل شيء -ولو أمضيت حياتك كلها في تَعداد النِّعم التي خلِقت لك وأنت لا تعلم ! ومن قبل أن تخلق ، لعرفت ما معنى أنّ الله يعلم ما تحتاج إليه قبل أن تسأله . هو مُجيب ومن معاني مُجيب أنه يجيبك قبل أن تسأله ! والشواهد حول هذا الموضوع تفوق الحصر ؛ الطفل الصغير يشرب الحليب من ثدي أمه ، وحليب الأم ليس فيه حديد ، وهو محتاج للحديد من أجل تكوين خُضاب الدم، إذاً أودع الله في طحال الوليد كمية حديد تكفيه سنتين إلى أن يأكل ! والوليد بِحاجة إلى رضعات تذيب الشحوم التي أودعها الله في جِهازه الهظمي ؛ فأول أربع وعشرين ساعة من عمر الطفل يأخذ من ثدي أمه مادة ليست حليباً ، ولكن هي مادة مذيبة تذيب الشحوم التي في جِهازه الهضمي . أنت بِحاجة إلى دورة دم داخلية قبل أن تولد ، الله جعل ثقب بوتال بين الأُذَيْنَين ؛ فالدورة الدموية داخلية . فحينما يولد الطفل الصغير يحتاج إلى هواء تأتي جلطة تُغلِق هذا الثقب فَتَنْتَقِل الدورة من دورة صغرى إلى دورة كبرى فَبِيَدِ من هذا ؟ أنت بِحاجة إلى قلب يدفع الدم وبِحاجة إلى أورِدة وشرايين مَرِنة ليندفع الدم فيها ، فالله جلّ جلاله يجيب قبل أن تسأل ، كل ما في الكون مصمّم ومسخّر للإنسان ؛ والدليل قوله تعالى :


(سورة الجاثية)
الكون كله مسخّر لك بدْءاً من الأرض وانتِهاءً بِالمجرات مسخر لهذا الإنسان الذي قَبِل حمْل الأمانة ، قال تعالى :


(سورة الأحزاب)
فهو يعلم حاجة المحتاجين قبل سؤالهم . يخلق الأطعمة والأقوات، ويُيَسِّر الأدوات والآلات الموصِلة إلى جميع المهمات . فهذه البقرة بحاجة إلى حليبها فكيف تستفيد منها ؟ لا بد من أن تكون مذلّلة ، وكيف تعلم أنها مذللة؟ تُصاب أحياناً بِمرض التوحّش فَتَقْتُل الإنسان مما يضطر صاحبها إلى قتْلِها لِيَمنع أذاها عن الناس . إذاً هي مذللة وينبغي أن تعلم أنها مذللة ، خلق ثقب بوتال بين الأُذَينَين وينبغي أن تعلم أن هناك ثقب لأن هذا الثقب يُغلق ، بِعشرة آلاف حالة يولد الطفل وثقبه مفتوح ، وهذا المرض اسمه داء الزَّرَق والطفل عندها يموت بعد حين ، لكن الله تعالى له حِكم ، وله أحكام ، له خلق ، وله تربية ولم يخلق الخلق عبثًا .
وقيل إن المجيب : هو الذي يقابل الدعاء بِالقبول ، والسؤال بِالعطاء ، تدعوه فَيَقْبَلُك تسْأله فَيُعْطيك ، بدأْنا البحث ببيان أنّ اسم المجيب يعني شيئين : الإجابة عن دعاء ، والعطاء عن سؤال . تدعو فَيُجيبك ، وتسأل فَيُعْطِيك . ثم إن الله سبحانه وتعالى يجيب دعاء المضطرين ؛ فهذا المضطر من له غير الله ؟ لا شك أن كل إنسان يمر بِحالات اضطرار شديدة ويكون فيها ، على أحَرّ من الجمر ؛ يا رب يا الله قال تعالى :


(سورة النمل)
إنه المجيب فلا تَخيبُ لديه آمال الطالبين . قيل : هو الذي يجيب دعاء الداعين ويكشف ضرورة الطالبين ، وحول هذه الكلمات آلاف وآلاف الوقائع والأحداث ، بل إني متأكد أنه ما من واحد من خلقه ، إذا كان صادِقاً مع ربه مؤمناً بِوُجوده وبِأسمائه الحُسنى وَوَحْدانِيَته ، إلا وله تجرِبة مع الله . دَعَوْته فَأجابك ، وسألته فَأَعْطاك . والإنسان حينما يُعاني من مشكلة ، وحينما تحلّ به محنة ، لو سألت العارفين بالله ما حكمتها ؟ هذه المحنة التي تحل بالإنسان المؤمن لا بد من أن تنقله نقْلةً نوْعِيَة على مِحورين ؛ مِحور معرفته ، ومِحور محبّتِه . فكل مِحنة فيها نقلة على محور المحبة تزداد من خلالها حباً له ، فعلى مِحور محبته تزداد حُباً له وعلى مِحور المعرفة تزداد معرفة . وهذه فيما أعتَقِد هي الحِكمة العظمى في سَوْق المصائب للناس ، ولا سِيَّما للمؤمنين . أنت في درجة فإذا أراد ربك أن ينقلك نقلةً إليه ، يرسِل إليك مشكِلة ، تدعوه ، وتسأله وتتوسّل إليه ، وتلوذ به ، وتستعيذ به ، وتلجأ إليه ، من أجل أن يجيبك فإذا أجابك تقول : لقد سمعني وهو يُحِبني وهاهو ذا قد أكرمني ، ها هو قد استجاب لي .
أيها القارىء الكريم ، إنّ مِحنة وراءها نقلة نوعِية على مِحور معرِفته، وعلى مِحور محبَّتِه . فَوَراء كل مِحنة هناك معرِفة جديدة ، ومحبة جديدة. والله عزّ وجل رب العالمين ، يُقَلِّب حال عِباده من حال إلى حال ، ومن مقام إلى مقام ، ومن منزلة إلى منزلة ، ومن درجة إلى درجة ، إلى أن يصِل به إلى أقصى ما يُمكن أن يصِل إليه ؛ ليس في الإمكان أبدع مما كان .
الحقيقة : إن أسماء الله الحُسنى تتفاوت من حيث ذِكرها في كِتاب الله بين الكثرة والقِلّة. اسم المجيب ورد في كتاب الله كثيراً قال تعالى :


(سورة هود)
هو في السماء لكنك إذا دعوْته فهو معك قال تعالى :


(سورة الزخرف)
أنت لا تنادي بعيداً ، لا تنادي إلا قريباً ، لا تنادي إلا من يسمعك، لا تنادي إلا من يقتدر على أن يُجيبك " إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ " قال تعالى : " وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ " .
وفي سورة الصافات :


(سورة الصافات)
أحياناً يضع ذو حاجة ثقته بِإنسان ، يزوره ويعرض عليه حاجته ، يخرج صِفر اليَدَيْن ، وخالِيَ الوِفاض ، يُخَيِّب ظنه ، قد يعتذِر له بِأسلوب لطيف ، أو بِأسلوبٍ قاسٍ على كلٍ ليس هناك بأس إلاأنه قد خاب ظني ، وندِمت على تلك الزيارة . أما الله عز وجل يقول : " وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ " ، نِعم الذي يجيب هو الله عزو جل ، وقال تعالى :

(سورة آل عمران)
وفي سورة الأنبياء قال تعالى :


(سورة الأنبياء)
وكَتَعْلِيق سريع على هذه الآية فقد يتبادر لبعض الناس أن يقول : هؤلاء أنبِياء ؛ وبدوري أقول : فما داموا أنبِياء فهم من جِنس البشر وضرب الله الأمثال بهم لتعلم أن إجابتك كإجابتهم إذا توافر شرط السؤال :

(سورة الكهف)
ولولا أنهم بشر ، وتجري عليهم كل خصائص البشر ، لما كانوا سادة البشر- لِماذا ذكر الله لنا قَصصهم ؟ لِسببٍ بسيط وهو الاقتِداء بهم ، والسَّيْر على منهجهم ، واقتِفاء أثرهم ، وأن تجعلهم قُدوةً لك . قال تعالى : " وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ "
ما الذي يمنعك إذا مسّك الضر ؛ أن تصلي قِيام الليل ، وأن تقول يا رب إني مسَّنِيَ الضر ، وأنت أرحم الراحمين . أنت تخاطب مَنْ بِيَده ملكوت السماوات والأرض ، وكل الجِهات التي في الأرض بيده ناصِيَتُها أجلْ ، بِيَده ، قال تعالى :

(سورة هود)
قال تعالى :


(سورة الأنبياء)
فالله عز وجل هو وحده أهلٌ أن تسأله ؛ أجَلْ ، أهلٌ أن تسأله ، وأن تدعُوَه ، وأن ترجُوَه ، وأن تحطّ رِحالَكَ عِنده ، وأن تُعَلِّق الآمال عليه ، وأن تستجير به ، وأن تلوذ به ، وأن تستعيذ به ، هو وحده الأهل . وحينما تضع الثقة في غيره -الله جل جلاله غيرةً عليك ومحبَّةً لك، يلقي في قلب الذي وضعت الثقة به أن يُخَيِّب ظنك تأديباً لك ، وفي سورة النمل :


(سورة النمل)
وفي سورة الأنفال :


(سورة الأنفال)
وفي سورة البقرة :


(سورة البقرة)

أيها القراء الكِرام : قوله سبحانه فليستَجِبوا لي ، ولِيُؤمنوا بي لعلهم يرشدون . فَيَجِب أن تؤمن به أوَّلاً بِوُجوده ، وكماله ، ووحْدانِيَتِه ، وأن تؤمن بِأسمائه الحسنى وهذه الأبحاث من صُلْبِ العقيدة الصحيحة . ما من بحث أنت بِأمسّ الحاجة إليه مثل أن تعرف الله عز وجل ، كي تُقْبِل عليه قال تعالى : " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ "
والحقيقة ورد في كتاب الله آيات كثيرة تزيد عن عشر آيات كلها تبدأ بكلمة يسألونك قال تعالى :


(سورة الاسراء)
قال تعالى :


(سورة البقرة)


(سورة البقرة)
يسألونك أكثر من عشر آيات وردَتْ بهذه الصيغة [يسألونك ، قل ] ثم يأتي الجواب مبدوءً بكلمة قلْ ، إلا هذه الآية الوحيدة قال تعالى : " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ "
قالوا : لأنه في الدعاء ليس بين العبد وربه حِجاب ، وليس بين العبد وربه وسيط ، وليس بين العبد وربه وسيلة ، هو قريب سميع مجيب ، ما عليك إلا أن تسأله . لكن من أجل أن تعرف ماذا تسأله ؛ عليك أن تؤمن به أولاً ، وأن تستجيب له ثانِياً ، حتى تُحسِن أن تسأله ، وحتى يستجيب لك ثالِثاً . وقال ربكم ادعوني استجِب لكم " وبالمناسبة ما أمرك أن تدعُوَه إلا لِيَستجيب لك . يتوهَّم بعض الناس ويقولون دعَوْنا كثيراً ولم يستجب لنا ، والمشكلة أنك ما دَعَوْتَه كما يريد ، مثلاً قال تعالى :


(سورة الأعراف)
أحياناً تدعو الله عز وجل من دون تضرّع ، وبِصَوْتٍ جهير هدفك أن تُسْمِع الناس ، فأنت اِعْتَدَيْت على شرط التضرع ، وشرط الخُفْيَة ، واعتديت على خلقِه ، أنّى يُستَجاب لك ؟ لذلك الذي يعتدي على خلق الله دُعاؤه لا يُسْتَجاب . والذي يأكل مال الحرام دُعاؤُه غير مُستجاب، الذي مطعمه حرام ، ومَشربه حرام ، وغُذِّيَ بالحرام ، أنّى يُستَجاب له ؟ أنا وأنا أبيّن هذه الشروط : أن يكون الدَّخْل حلالاً ، وعدم الاعتِداء ، وعدم الجهر بالدعاء قال تعالى : " ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " .
وقال تعالى :


(سورة غافر)
هناك بالآية ما يلفِت النظر ، الإنسان على حَسَبِ تصوّره ، فالله سبحانه لم يقل : إن الذين يستكبرون عن دعائي ، بل قال : عن عِبادتي ؛ فُهِم أن الدعاء هو العِبادة . والعِبادة كلها في الدعاء ، بل إن الدعاء مخ العِبادة ، وهو أفضل ما في العِبادة .
وبعد فالاستِجابة في حق الله كما ترَوْن أيها القراء الكرام ، وكذلك فالاستِجابة في القرآن وردت لِغير الله قال تعالى :


(سورة الشورى)
أنت مؤمن دُعِيت إلى الله ، فاسْتَجَبْت . وإلى عمَلٍ صالِحٍ ، فاستَجَبْت . وإلى إقامة الصلاة ، فَصَلّيت . وإلى دفْع الزكاة ، فزَكَّيت. وإلى حج بيت الله ، فَحَججت . وإلى مساعدة زيْدٍ أو عُبَيْدٍ ، فَفَعلْت ، الاستِجابة وردت في كتاب الله منسوبةً لِغير الله قال تعالى : " وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ " .
وفي سورة الرعد قال تعالى :


(سورة الرعد)
أما أجمل آية متعلِّقة بالاستِجابة :


(سورة الأنفال)
أنتم حينما تُدْعَون إلى طاعة الله ، فإنما تُدْعَون إلى الحياة . والمؤمن قبل أن يعرف الله ميِّت قال تعالى :

(سورة فاطر)
وقال تعالى :

(سورة النحل)
قيل :
ليس من مات فاستراح بِمَيتٍ إنما الميِّت ميِّت الأحياء

الميّت الحقيقي : هو الذي يتمتّع بأعلى درجات الصحة ، لكن قلبه ميّت ، لا يعي على خير ، ولا يستجيب ، لا يذكر الله ، لا يعطي لله ، ولا يمنع لله ، ولا يحب لله ، ولا يبغض لله ، قال تعالى :


(سورة الأنفال)
وليعلم كلّ مؤمن أنّ استِجابة الله بالعطاء ، وإجابته للدعاء على أنواعٍ كثيرة ؛ أحياناً ربنا عز وجل لِحِكمةٍ يُريدها يُجيب العبد قبل أن يَدعُوَه ، بِمعنى أنه يتفضل عليك لِتُقْبِل عليه ، هو الذي بدأ ، إذْ إن المرء يغفل ويلهو فإذا أتاه فضل من الله من غير سؤال ، تجد الذي معدنه طيِّب حينما يغمره الله تعالى بِفضْلِه يستجيب ، فهو
إما أن تدعُوَه فَيُعْطِيَك ، وإما أن يُعطِيَك لِتدْعُوَه. فقد يأتي الدعاء قبل العطاء ، وقد يأتي العطاء قبل الدعاء . فإن كان الدعاء قبل العطاء ، فالمُبادرة منك . وإن كان العطاء قبل الدعاء ، فهذه حِكمة بالِغة أراد الله أن يمتَحِنك بها . فَتُطيعُه لِيُكْرِمك ، وأحياناً يُكْرِمك لتُطيعَه . ربما ضيَّق عليهم الحال ابتِلاءً وامتِحاناً ورفْعاً لِدرَجاتِهم بِصَبْرِهم وشكرِهم في السراء والضراء . فهو تعالى يستجيب بعد الضيق أو يُكرِم قبل الدعاء .
قال بعض العلماء : حتى إذا يئِسوا تداركهم بِجميل عوائده وآلائه ، قال تعالى :


(سورة يوسف)
أحد العارفين بالله نظم قصيدة بدأها : اشتدِّي أزمةُ تنْفَرِجي ، والأمور إذا ضاقت ، اتَّسعت . أحياناً تضيق قال:

نزلت فلما استَحكِمت حلقاتها فُرِجت وكان يظنّها لا تُفْرَج

البطولة ؛ أن تفهم على الله ؛ أن تفهم على الله حِكمته ؛ أن تفهم على الله كماله ؛ أن تفهم على الله رحمته . لكن الله يضمن للعبد إجابة الدعاء بِما يعلم أنه خير للعبد بِحَسَب عِلمه ، لا بِحسَب علمك . في الوقت الذي يريده الله ، لا في الوقت الذي يريده العبد . فأنت لا تعلم والله يعلم . وأنت لا تدري والله يدري ، وأنت لا تعرف ما يناسبك والله يعلم المناسب . دَعَوْتُك له أمر مرغوب ؛ لكن لا ينبغي أن تحدد متى يستجيب لك ؛ فهذا سوء أدبٍ مع الله ، يستجيب لك في الوقت المناسب ، وبالقَدْر المناسب ، وفي الطريقة المناسِبة ، فما عليك إلا أن تدعُوَه وكفى .
الآية الكريمة قوله تعالى :

(سورة البقرة)
حدّثني أخ أنه كان مُسافراً من بلدٍ إلى بلد ، يدرس في كلِّية الطِب وحجمه صغير نسبيًّا، ركِب في سيارةٍ عامة لِيَذهب إلى بلدِه فقال لي : جاء رجلان ضخما الجُثة فتح أحدهما باب السيارة ، وحملني ووضعني على الأرض ، وركِب هو وزميله مكاني . يقول هذا الأخ : تألَّمت ألَماً لا حدود له ، وما تمنَّيت في حياتي أن أكون مُجْرِماً إلا تلك الساعة ، إذْ أن هذا هو منتهى الإهانة والقسوة . ثمّ قال : وبعد ساعة ركِبت السيارة الثانية ، وأنا في الطريق إلى بلدتي كانت هناك تلة صغيرة ، فرأيتُ تلك السيارة قد تدهورت وكل الركاب ماتوا ، ثمّ قال : في ثانية واحدة انقلب حِقدي إلى شكر قال تعالى : " وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ " .
آن الأوان أن تستسلِم لله عز وجل ، هذه الآية وحدها اِجعلْها شِعارك . وقد ورد أن شخصين سألا الله حاجةً ، وكان الله يحب أحدهما ويكره الآخر . فأوحى الله إلى بعض ملائكته أن يقضِيَ حاجة البغيض مُسْرِعاً حتى يكُفّ عن الدعاء ، لأن الله يبغض سماع صوته . وقال الله للمَلَك توقَّف عن حاجة فلان ، لأني أحب أن أسمع صوته ، قيل في مغزى هذه القصة : لو كشف الله الحجاب ، لفرِح هذا وحزِن ذاك . فالذي استجاب الله له لا يحب أن يسمع صوته ، والذي لم يستجِب له يحب أن يسمع صوته - هذه قِصة رمزِيَّة - فإذا دعَوْت الله في صلاتك وبعدها ، صباح مساء ، وأُخِّرتْ الاستجابة فمعنى ذلك أن الله يحب سماع صوتِك .
ورد في بعض الأحاديث : إن الله عز وجل يحب أن يسمع صوت عبدِه اللهفان . فالدعاء هو مخ العبادة .
أما التطبيق العملي لِهذا الاسم ؛ فيا أيها العبد ، ينبغي أن تعلم أن الله مجيب ، وينبغي أن تعلم أن الله تعالى دعاك إلى طاعتِه ، وأنت تدعوه لِيُرْضيك ، هو دعاك إلى طاعتِه ، وأنت تدعوه لِيُرْضيك . فإن أجبت دعاءه، أجاب دعاءك . أي كن لي كما أريد ، أكن لك كما تريد . دعاك إلى طاعته ، وأن تدعوه إلى حاجَتِك . استَجِب لِيَسْتَجِب . كن له كما يريد ، لِيَكُن لك كما تريد . أنت تريد وأنا أريد ؛ فإذا سلَّمت لي فيما أريد ، كفَيْتُك ما تريد . وإن لم تُسَلِّم لي فيما أريد، أتْعَبْتُك فيما تريد ، ثم لا يكون إلا ما أريد ، قال تعالى :


(سورة الأنفال)
أجِب دعاء الله ، وأجِب دعاء الناس أيضاً . دعاك أحد الخلْق ، وضع أمله بك ، وَوَضع ثِقَته فيك ، كُنْ ممّن يتخلّق بِأخلاق الله ، لولا التشهد - كما قال بعضهم يصِف النبي عليه الصلاة والسلام - ما قال لا قط إلا في تشهده - لولا التشهد كانت لاءَهُ نَعَمُ - ما قال : "لا" قطّ في حياته، فإذا وثِق أحدٌ فيك . ووضَع أمله فيك ، وطمع فيك ، تخلَّق بِأخلاق الله واسْتَجِب له . هذا هو تطبيق الاسم مع الناس .
قال فإذا سألك أحدٌ فلا تزجُره فإن الله تعالى يقول :


(سورة الضحى)
حظ المؤمن من هذا الاسم أيضاً ؛ أن يقضِيَ حوائِج الطالِبين ، لِيَقْضِيَ الله حاجَتَه . والله في عَوْن العبد ما كان العبد في عَوْن أخيه . عِبادي إن أردتم رحمتي ، فارحموا خلقي .
الإمام أحمد يقول : " اللهم كما صُنْتَ وجهي عن السجود لِغَيرِك ، فَصُن وجهي عن مسألة غَيْرِك " ، أنا أدعو بعض الأدعية وأقول : اللهم صُن وجوهنا بِاليسار ولا تبذِلها بالإقتار ، فَنَسْأل شرّ خلقِك ، ونُبْتَلى بِحَمد من أعطى وذمّ من منع ، وأنت من فوقهم وليّ العطاء ، وبِيَدك وحدك خزائن الأرض والسماء .
الإمام الغزالي يقول : " إن العبد ينبغي أن يكون مجيباً لربِّه تبارك وتعالى أولا فيما أمره بِه ونهاه ، وفيما ندبَهُ إليه ودعاه ، ثم لِعِباده فيما أنعم الله عليه بِالاقتِدار ، وفي إسعاد كل سائلٍ بِما يسأله ، وفي لُطْفِ الجواب إن عَجَزَ عن الإجابة " فأنت اِسْتَجِب للناس ؛ دعاك ، أجِبْهُ سألك ، أَعْطِهِ . فإذا طُلِب منك شيء لا تستطيع تنفيده ماذا تفعل ؟ رُدّه رداً لطيفاً . قل له : والله أتمنى أن أخدمك وأُلَبِّيَ حاجَتَك ، فالردّ اللطيف إجابة .
النقطة الدقيقة أنك لا تستَعْظِم شيئاً تسأله الله ، فالله عز وجل لا يُعْجِزُه شيء ، فهل يمكنني أن أشترِيَ بَيْتاً ؟ وهل يمكن أن أصبِح داعية؟ وهل يمكنني أن أحصل على شهادةٍ عُلْيا؟ وهل يمكنني أن أصبِح في منصب رفيع ؟ كل هذا ممكن . ولا تستعظم السؤال إطلاقاً فالله على كل شيء قدير قال : إذا سألت فاسأل الله وإذا اِستَعَنت فاسْتَعِن بالله . وفي الحديث الشريف : إن الله يستحي أن يرد يدي عبده صِفْراً .
من أدعية هذا الاسم ؛ إلهي أنت المجيب لِمن دعاك ، والمغيث لِمن ناداك تنصِف المظلوم من الظالم ؛ لأنك فوق الكل حاكِم . الهي إن نفسي ظلمت روحي ، فَحَجَبَتْها عن الأنوار ومنعتْها من الأسرار ، فانصُر الروح على النفس ، بِفضلك وأسْعِدها في رِياض وصلِك . إلهي لا تردّ الدعاء فأنت المجيب ، ولا تؤاخِذنا بِما فرَّطنا فَمَن دعاك فلا يخيب ، واجعَل لنا نوراً مَوْروثاً من نور اسمك المجيب ، فَنَسْتَجيب بِأمرِك ونقوم بِشُكرِك وذِكرِك إنك على كل شيء قدير .
أعزائي القراء ، أعتقِد أن هذا الاسم ولا أُبالِغ من أقْرَب الأسماء إلينا ؛ المجيب اِجعل عنده كل حاجاتك . حُطَّ حالَكَ عنده . اِلْزَمْه واسْألْه وتذلّل له ومَرِّغ جبهتَك في أعتابِه فهو السميع المجيب ، فلا تنْسَوا أنّ المجيب اسم من أسماء الله الحُسنى وينبغي أن يكون مثلاً في قلبك دائماً .

والحمد لله رب العالمين
****

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اسم الله : "المجيب"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أسماء الله الحسنى : "هو الله"
» أسماء الله الحسنى : " مؤتي الحِكمة "
» أسماء الله الحسنى " القابض الباسط "
» أسماء الله الحسنى " المُعزّ المُذِل "
» أسماء الله الحسنى " الوهّاب "

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المدية :: - دينــــــــــي الحنيــــــــف - :: المنتــدى الإسلامـــي :: قســم أسمـــاء الله الحسنـــــى-
انتقل الى: