هناك وأنا أغادر عبر جبال الوهم ..
في زمن حيث العالم من حولي يتجمد..
كل شيء يذوي ويصوح وانا اتجول عبر وديان الالم واتعرض للاذى والضياع
و أغادر ذاتي عبر وديان الحطام
انه زمن ألحاجه …حيث تأسرنا وطأة النقص المزدوج والنفي المزدوج.
في هذا الزمن فحسب..
تشعر بالتحطم والاتهام …وسيكون لزاما عليك الرحيل والمخاطرة لتبحث عن ذاتك في متاهات الانتظار
لقد وقفت وحيدا..
اتامل أفقي الللامنتاهي حيث يشدني بعيدا ..عسى أن التقط فرصة للخراب فأحولها إلى كلماتي البائسة…
لأرقد مشلولا أمام بركان الللامنطق ..أو احاول تسلق جدار وهمي .. لاكون كيانا من المتناقضات
كم توسلت بذاتي..
كي تمنحني عبقريتي ألمجنونه أو نورانيتي اللامتناهيه
على الأقل كي استعيد لحضتي الاخيره... فأنال حريتي ألمطلقه واشد رحالي على شفا صيحاتي البعيدة التي ما لبثت أن تتلاشى… كأي صوت يحاكي عفويتنا أو فطرتنا السليمة في زمن الضياع .
لقد كلً إنصاتي المنقضي وتبعثر ثرائي الوطيد ووفرتي الشديدة…
توهمت ان براعتي الاسطوريه هي سمة من سمات عصري …ا
عصري هذا الذي سلب سر جمال ذاتي وقد كنت متمسكا بعفويتها حتى صهرتها في موقد الضمير عسى أن أحافظ على ذرة من اشراقات جمالها الروحي فأتسلق خيوطها إلى فضاءات الفضيلة كي استنجد بمدلولاتها وشرائعها ألربانيه فتنجيني.
وألان سأجتهد كي استعيد أناقتي في زمن الضياع.
ربما سيعتقد البعض أنها حفلة تنكريه حيث اتسم الجميع بصفة التشرذم والتشرد وارتدوا زيه ذات الألوان المبعثرة والأقدام العارية.
في هذا الزمن صرخ الجميع…
تبا للتعقل لقد سئمنا منطق الأعراف وأبجديتها
سوف لن ندرك بالحس ما نتصور …وإنما سنبلغه بأوهامنا .
انه اضطراب بشكل مطلق.
مزيدا من الكلمات الهوجاء… هيموغلوفية عبثيه… تناثر سوداوي لواقع متشتت يبحث عن حقيقته في مكان لاينتمي إلى الحقيقة
تمزقت كتب المنطق …
الكل قرروا أن يحرقوا سجلات أفكارهم ويلغوا مفردات معاجمها
في زمن الضياع ...
تاهت الخطوات وهوت ألعفويه وتقطعت أرحام الابجديه
فقرر الجميع أن يلغوا عبارة الجميع …
حتى يعثروا على معناها في قاموسهم الجديد
أو حتى يؤمنوا أن للأرحام حرمه
وللخبز كرامه
وللفضيلة حقوق
في زمن الضياع هذا...
الكل مضى في ذاكرة الزمن
غير مأسوفا عليهم
لقد سكنوا قبور أجسادهم…
وتعطروا برائحة الموت
وأدركوا أنهم قد تعبوا من الثرثره والمناجاة
فاختاروا أن يجربوا لغة اللهو والعبث
إنا لله وإنا إليه راجعون